الأربعاء، 8 فبراير 2012

حكاية عـدن

في احدى الأزمنة البعيدة عاشت بنت جميلة كريمة تقع في قلب كل من يراها..
تناقل الرحالون جمالها بالافاق حتى وصل الى مسامع الملوك والامراء..
فبعثوا اليها البعوث ليخطبوها ولكنها ابت وقالت لن اقبل بغير ابن تربتي زوجا وحليلا
ولكنهم ملوك حين يعصى امرهم ويرفض طلبهم لابد وان يستخدمون قوتهم ليصلوا الى مبتغاهم.. وحقا جاءها امير فنتهك حرمت ديارها واستولى على اراضيها..
وتزوجها مكرهة غير راضية..
واسكنها قصرها الجميل الذي يطل على البحر..
مرت الايام والسنين والحسناء لايرقى لها دمع ولا تكتحل بنوم..
يجن عليها الليل وهي تراقب النجوم يغيب نجما ويطلع اخر..
كانت تنتظر فحلا يؤجج قومها فيشنون غارة على من سباها ويخلصونها من الهوان..
وحقا تحققت امنيتها وثارت حمية كليب بن ربيعة في قومها.
فثاروا ثورة لم تعرفها العرب من قبل فقاوموا ذلك المغتصب الغاشم وصمدوا صمود الاسود الكاسرة فهزموهم باذن الله واخرجوهم خروجا لارجعة فيه..
بعد تلك الوقعة العظيمة صعدت تلك الحسناء على قصرها تزغرد فرحا بما فعلها قومها بالعدو.
ومن ثم تقدم لها خاطب من اهلها فتزوجت به وساد الامن والامان في تلك البلاد واستمر ذلك فترة من الزمن حتى دب الحسد وانتشرة البغضاء في قلوب اهلها ..
لقد كان هناك من يهواها من قومها وهم بالحقيقة طائشون اذ كيف يهوون امراة لازالت تحت قوامة زوجها..
وحصل مالم يكن بالحسبان تقاتل قومها وطال صراعهم وتقلب حالهم..
حتى وصلوا الى حال مستقر فعم الهدوء في ارجاء المعمورة بحول الله وقوته..
لقد ظهرت الحسناء اخيرا بزوجا مرموق الجمال لا اكثر..
زوجا لم يتعود على ركوب الخيل ومنازلة الفرسان وحماية الجار ومنع الديار..
لقد ارتكب هذا الشاب حماقة مؤلمة لن ينساها التاريخ ..
وذلك بأقدامه على كشف وجهها بحظرة من ليس محرماً لها بحظرة من هو اقل قدرا منها ومن مكانتها..
حين نظر اليها ذلك الاحمق الاجنبي وقعت في قلبه واخذ يفكر بحيلة لنيلها فجمع علماء سلطته واخبرهم بانه يرغب بها فأشاروا عليه ان اقتل كل من اعترضك من قومها ..
ولا تخف فهم اقل عددا وعدة.
 فقال لهم ايها السادة انتم تعلمون ان قومنا لن يقبلوا بقتال منهم على ملتهم  فكيف السبيل لأقناعهم؟
فقالوا له نطلق على مسامعم فتوى بأن اولئك كفار خارجون عن ملتنا لهذا وجب عليكم قتالهم حتى تنالوا الأجر والثواب.
فتهيؤا وغاروا على حين غفلة من اهلها فقتلوا ونهبوا وارتكبوا ابشع الجرائم حتى وصلوا الى القصر فحاصروه
ومن ثم استسلم القوم لهذا العدوان ..
اما زوج تلك الحسناء فقد استطاع الهرب ولا يعرف اي ارض قصد..
ليت شعري كيف يتهنا قوم بالعيش وبنتهم تحت الذل والهوان.
الا يوجد هناك من به نخوة وحمية؟
........................................
بقلم ابي حنيفة المعصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق