الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

موسوعة الخيل العربية الأصيلة..


http://up1.shbabclub.com/old/24786_01250394177.gif




اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي



<font size="6">
الخيل العربية الأصيلة نشأت في جزيرة العرب وهي من أقدم السلالات ويعود تاريخ نشأتها إلى ثلاثة آلاف سنة تقريبا، وهي تعتبر من أجمل الخيل في العالم قاطبة لجمالها ورشاقتها وألوانها الساحرة حيث تمتاز الخيل العربية بتوازنها وتناسق جسمها الطبيعي، فرأسها الصغير نسبيا والمتناسق مع الرقبة يدل على الرشاقة والأصالة، ومما يزيدها جمالا تقعر قصبة الأنف قليلا، كما أن لها منخران واسعان وجبهة عريضة تباعد بين العينين السوداوين البراقتين المستديرتين، ويعتلي رأسها أذنين قصيرتين متجانستين نهايتهما حادة وتتحركان بسرعة وتجانس غريب، ولها رقبة طويلة متناسقة مع بقية أجزاء الجسم تملأها العضلات، أما ظهرها فهو قصير مكتنز العضلات، والذيل مرتفع بشكل واضح، ناهيك عن سرعتها الفائقة ويقظتها الدائمة وقدرتها الهائلة على الصبر وتحمل الجوع والعطش والتأقلم مع الظروف الصحراوية القاسية، كما يشتهر الحصان العربي بذكائه ونبله واخلاصه وشدة وفائه لصاحبه، ونظرا لهذه الصفات الحميدة علاوة على ما يتمتع به من نقاوة السلالة استخدم الحصان العربي في تحسين أغلب سلالات الخيل العالمية مما أكسبها شهرة واسعة وجمالا منقطع النظير، ولكن العجيب أنه لا يمكن الحصول على حصان جيد من تلقيح فرس عربية بفحل غير عربي بينما العكس صحيح حيث ثبت جليا أن لدم الحصان العربي مفعول السحر في تحسين السلالات الأخرى، وقد ساهمت الفتوحات الاسلامية في دخول الخيل العربية إلى أفريقيا وأوروبا، كما أن هجرة بعض القبائل العربية من جزيرة العرب إلى أفريقيا كبني هلال ساهمت أيضا في نشر هذه السلالة في شمال أفريقيا

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

وقد عرف العرب الخيل منذ القدم فاعتنوا بها وأكرموها وحافظوا على عراقة أنسابها ونقاء سلالاتها من العيوب والشوائب، ويرجح أن تكون الخيل العربية ترجع في أصولها إلى خمسة جياد أصيلة كان لها شأنا كبيرا في جزيرة العرب منذ زمن بعيد وهي
كحيلة: وجاء اسمها من السواد المحيط بالعينين اللتين تبدوان كالمكحولتين


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

عبية: وجاء اسمها من تشوالها وحفظها لعباءة راكبها على ذيلها أثناء الجري
دهمة: وجاء اسمها من لونها القاتم المائل للسواد
شويمة: وجاء اسمها من الشامات الموجودة على جسمها
صقلاوية: وجاء اسمها من طريقة رفع حوافرها في الهواء عند الجري أو من صقالة شعرها

وقد احتلت الخيل في نفوس العرب مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة تعادل النفس والولد وكان امتلاكها دليل على القوة والمنعة والهيبة، ونظرا لدورها الحاسم والمهم في المعارك والحروب نشأت علاقة حميمة بين الفارس العربي وحصانه وارتبط مصير كل منهما بالآخر يدفعهم لذلك مناخ متقلب وبيئة غير مستقرة لا تؤمن إلا بمنطق القوة والبقاء للأقوى، فوطد هذا القدر المحتوم العلاقة بينهما وأرسى قواعدها نبل الحصان العربي وذكائه ومدى اخلاصه ووفائه لصاحبه، وبادله الفارس العربي بالحب والوفاء والاخلاص من خلال اكرامه والذود عنه وعدم التفريط
فيه مهما كان الثمن


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

وقد قالوا في الأمثال: ثلاثة لا تعار الزوجة - والسلاح - والفرس


وعندما جاء الاسلام أبقى على مكانة الخيل عند العرب ودعاهم لامتلاكها والاعتناء بها

وقد أكرمها الله سبحانه وتعالى بذكرها في كتابه العزيز ففي سورة الأنفال يقول تعالى:
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل
وأقسم الله بها في سورة العاديات بقوله تعالى:
والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا * فأثرن به نقعا * فوسطن به جمعا


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

وفي الأحاديث الشريفة حث الرسول صلى الله عليه وسلم على اقتناء الخيل والاعتناء بها لما فيها من خير كقوله عليه الصلاة والسلام: (الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة) سنن ابن ماجه وصححه الألباني




وقال صلى الله عليه وسلم: (الخيل ثلاثة فرس للرحمن وفرس للانسان وفرس للشيطان، فأما فرس الرحمن فالذي يرتبط في سبيل الله فعلفه وروثه وبوله وذكر ما شاء -يعني أن كل ذلك له حسنات- وأما فرس الشيطان فالذي يقامر عليه، وأما فرس الانسان فالذي يرتبطه الانسان يلتمس بطنها، أي للنتاج، فهي ستر من فقر) رواه أحمد وصححه الألباني


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

وفي الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل
ومن الأقوال المأثورة: عليكم بإناث الخيل فإن ظهورها عز وبطونها كنز


الخيل التي استخدمت قديما كوسيلة نقل رئيسية وارتبط اسمها منذ القدم بالفروسية والمعارك والحروب كسلاح مهم تقلصت أهميتها تدريجيا مع بداية الثورة العلمية والآلة الحديثة إلى أن أصبح استخدامها اليوم محصورا في الرياضة وميادين السباقات وقلة قليلة من الهواة الذين مازالوا يحتفظون ببعض سلالاتها الأصيلة بالاضافة لمزارع تهجين الخيل في أوروبا وأمريكا


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


الحصان العربي الأنبل والأجمل في العالم


يعد الحصان العربي أقدم وأنبل وأجمل الخيول في العالم وهو من السلالات الخفيفة يرجع تاريخه الى ما قبل المسيح ومن المعروف أن معظم سلالات الخيول في العالم تحمل خاصة من خواص الحصان العربي حيث يقال أنه حدث اختلاط ما في إحدى سلاسل تطورها مع الدم العربي ومهما اختلف في أصله يبقى اسمه العربي في كل بقاع الدنيا فهناك الكثير من الجدل والنقاش حول الأصل الأول لهذا الحصان فالبعض ينسبه الى الحصان المنغولي وآخرون يشيرون الى أن أصله يعود الى الصحراء الليبية وهناك من يزعم أنه وجد على شكل قطعان حرة برية في شبه الجزيرة العربية منذ القدم بينما تؤكد المصادر القديمة والحديثة أن هذا الحصان أصيل في شبه الجزيرة العربية ولم يفد اليها من خارجها كما يدعي بعض

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

الدارسين وهناك من المغرضين من يزعم ان الحصان الأصلي نشأ خارج الجزيرة العربية ثم ادخل الى فلسطين وسورية من الشمال الغربي لبلاد العراق ابان غزو الديانيين في القرن الحادي عشر قبل الميلاد فقد أدخله الهكسوس الرعاة من سورية الى مصر ومنها الى الجزيرة العربية ولكن جميع تلك النظريات تفقد الركائز العلمية الثابتة التي من شأنها حسم النقاش وانهائه لطرفها ومن الأكيد أن الخيول العربية كانت موجودة في شبه جزيرة العرب في عهد المسيح وظهرت أهميتها بشكل واضح أثناء الجاهلية قبل الأسلام وتبقى بقية الآراء والنظريات فقيرة الى دليل تعوزها الحجة والبرهان وتنحصر في دائرة الظن والتخمين فقد ذهب العلماء الذين قاموا بدراسة التطورات الجوية والجيولوجية الى القول بخب الجزيرة العربية في الماضي السحيق وأنها كانت مأهولة بالإنسان والحيوان وأقاموا الأدلة الصحيحة على رأيهم بما وجدوه من محار في المناطق الصحراوية يرجع الى عصور ما قبل التاريخ ، وهكذا تبين لنا بما لا يدع مجلا للشك أن الخيل الأصيلة نشأت في جزيرة العرب فوق هضاب نجد ومنطقة عسير واليمن تلك المناطق التي كانت وما زالت من أخصب وأطيب المناطق وأكثرها ملاءمة لتربية الجياد استناد الى الأدلة العلمية التي قدمتها أحدث الكشوف الأثرية وهذا ما تؤيده فعلا نصوصنا القديمة فما تم التوصل اليه حديثا كان معروفا وبديهيا منذ خمسة عشر قرنا ونيف هذا ولم تبخل المصادر القديمة بتقديم أوصاف شاملة للفرس العربي الأصيل حيث ألفت في ذلك كتب كثيرة وكم هي تلك الدراسات الحديثة التي أجراها الغرب في تحديد أوصاف الحصان العربي معتمدين على ما سمعوه وما شاهدوه بأم أعينهم في الصحراء العربية حيث استقوا معلوماتهم من الأصل والمنبع ثم أخذوا يفسرون ويعللون حسب الموجودات التي بين أيديهم فتوصلوا الى الطرق المثالية الحديثة والمطورة في الحفاظ على الجياد العربية

وقد ذكر الدكتور كامل الدقيس في الصفات الجسمية للحصان العربي فقال:
وهذه الخيل العراب هي أصل لكل الجياد الأصيلة في العالم وأجودها الخيل النجدية وتمتاز:
برأسها الصغير - عنقها المقوس - حوافرها الصلبة الصغيرة - شعرها الناعم - صدرها المتسع -


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

قوائمها الدقيقة الجميلة - قوية جدا وتلوح عى وجهها علامات الجد - سريعة
ولعل من الأمور الهامة التي كان لها العامل الأكبرفي صيانة هذا العرق النبيل واصطفئه اهتمام العرب وولعهم الشديد بأنساب خيولهم وأصلها فكانوا يقطعون المسافات الطويلة مع خيلهم ليصلوا بها الى فحل ماجد العرق معروف النسب والحسب فيلقحونها منه وهم مطمئنوا البال مرتاحوا الخاطر ولعل الأمر الأهم من هذا وذاك هو العادات والتقاليد التي اتسمت بها حياة ابن الصحراء فانعكست بأسلوب أو بأخر على الجواد العربي فكان للجواد العربي نظامه وعرفه الاجتماعي الخاص به الأمر الذي ساعد على تحسين الأنسال بشكل مستمر والمحافظة عليها نظيفة من أي عيب أو شائبة ومثل على تلك الأمور هو امتناع صاحب الفحل أن يأخذ مالا مقابل تلقيح أفراس الغير حيث يتم الأمر من غير مقابل والا فانها تسىء الى حسن خلقه وكرم ضيافته وكانت هذه العادت السارية منذ الجاهلية ثم جاء الأسلام وأكد عليها فاستمرت الى عهد قريب في جزيرة العرب ومن تلك العادات ايضا عادة يطلق عليها اسم التخريض وهي ان يقوم ابن البادية بخياطة فروج اناثه من الخيول بخيوط من الفضة خوفا من يصيبها فحل غير ذي نسب وحسب اوأصل الأمر الذي يخفض من قيمتها وينزل من قدرها ولو كانت عريقة وأصيلة وابن البادية في صحراء الجزيرة العربية يعتبر حصانه في منتهى الكمال ولا يمكن ولاي دم غريب أن يضيف عليه صفات ايجابية بل العكس تماما اذ أن أي اختلاط ما مع سلالة غريبة تسبب انحطاطا في نوعية النتاج القادم فكنتيجة حتمية وكمحصلة لكثير من تلك الأمور كان للحصان العربي الأصيل أن يتميز بنبالته ورشاقته وألوانه الساحرة وتوازنه


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

الطبيعي عدا خلوه من عيوب القوائم وتحمله للظروف الصحراوية القاسية وسرعة البديهة والإخلاص لصاحبه واليقظة والتحفز الدائمين
خيل الرسول صلى الله عليه وسلم
السكب: وقد اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم من أعرابي بعشرة أوراق، وكان اسمه "الضرس" وكان عليه يوم أحد
المرتجز: سمي بذلك لحسن صهيله، وقد اشتراه من أحدهم
البحر: إشتراه من تجار قدموا من اليمن، فسبق عليه عدة مرات
سبحة: إشتراه من أعرابي من جهينة بعشرة من الإبل
اللحيف: أهداه له مروة بن عمرو من أرض البلقاء، وقيل أهداه له ربيعة بن أبي البراء

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

الظّرب: أهداه له فروة بن عمرو الناقرة الجذامي
الورد: أهداه له تميم الداري
الملاوح: أهداه له وفد من الرهاويين
اللزاز: أهداه له المقوقس
أشهر خيل العرب
يذكر ابن عبد ربه من مشاهير خيل العرب
الوجيه ولاحق: لبني أسد
الصريح: لبني نهشل


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


ذو العقال: لبني رباح
النعامة: فرس للحارث بن عباد الربعي
الأبجر: لعنترة العبسي وهو ابن النعامة
داحس: فحل لقيس بن زهير
الغبراء: أنثى لحذيفة بن بدر: وقصتها معروفة ومشهورة قامت من أجلها حرب داحس والغبراء التي دامت أربعين عاما.
ويروي ابن قتيبة في كتابه عيون الأخبار ان الخيل ثلاثة
1 - فرس للرحمن: فتلك التي تربط في سبيل الله


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

2 - فرس للانسان
3 - فرس للشيطان: التي يقامرون عليه ويراهنون كداحس والغبراء
وذكر الأنباري حين قال ان أفضلها مركبا وأكرمها عندنا وأشرفها بالإضافة الى ان يكون حديد النفس جريء المقدم أن يكون:
قصير الثلاث: العسيب والظهر والرسغ
طويل الثلاث: الأذن والخد والعنق

اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


رحب الثلاث: الجوف والمنخر واللبب
عريض الثلاث: الجبهة والصدر والكفل
صافي الثلاث: اللون واللسان والعين
أسود الثلاث: الحدقة والجحفلة والحافر
غليظ الثلاث: الفخذ والوظيف والرسغ



اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


أول من ركب الخيل



ذكر ابن الكلبي في كتاب أنساب الخيل أن
أول من ركب الخيل هو اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام


أول من عدى بفرسه في سبيل الله هو المقداد بن الأسود


أول من إرتبط فرساً في سبيل الله هو سعد بن أبي وقاص


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

الخيل في الأمثال العربية



لما للخيل من مكانة عظيمة في نفوس العرب فقد قالوا فيها أقوال ومآثر كثيرة منها قولهم:
من الأقوال المأثورة:
عليكم بإناث الخيل فإن ظهورها عز وبطونها كنز


ثلاثة من نعم الله:
زوجة صالحة - و حصان أصيل - و سيف بتار


ثلاثة أنواع من الخدمة لا تعيب المرء:
خدمته لبيته - و خدمته لفرسه - و خدمته لضيفه




اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي



ثلاثة لا تعار :
الزوجة - والسلاح - والفرس





اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي



اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي



اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي


صـ*ـح عنه صلى الله عـ*ـليه وسلم أنـ*ـه قال :
{ الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة }
إسماعيل عليه السلام أول من ركب الفرس


وتدخل جولتنا العلمية مع عجائب الكائنات الحية في نفائس المخطوطات الإسلامية جناح العائلة الخيلية من محمية المخطوطات الإسلامية، والمكتوب على مدخله: )والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون ([سورة النحل آية: 80].

وأول قسم من أقسام هذا الجناح هو قسم الخيل حيث قال عنه كمال الدين محمد بن موسى الدميري (742 ـ 808 هـ) في كتابه حياة الحيوان الكبرى: الخيل جماعة الأفراس لا واحد له. وقيل: مفرده خائل.

وقال السجستاني: تصغيرها خييل. وسميت الخيل خيلاً لاختيالها في المشية ويكفي في شرف الخيل أن الله تعالى أقسم بها في كتابه فقال: )و العاديات ضبحاً (وهي خيل الغزو التي تعدو فتصيح أي: تصوت بأجوافها.

وفي الصحيح: عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرسه بأصبعيه وهو يقول: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والغنيمة ). ومعنى عقد الخير بنواصيها أنه ملازم له كأنه معقود فيها.

والمراد بالناصية هنا الشعر المسترسل على الجبهة وكني بالناصية عن جميع ذات الفرس كما يقال فلان مبارك الناصية وميمون الغرة أي: الذات.

وروى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره الشكال من الخيل.

والشكال: أن يكون الفرس في رجله اليمنى بياض وفي يده اليسرى بياض، أو في يده اليمنى ورجله اليسرى كذا وقع تفسيره في صحيح مسلم وهذا أحد الأقوال في الشكال.

ونتابع القراءة فيما كتبه الدميري عن الخيل.

قال ابن رشيق في عمدته في باب منافع الشعر ومضاره أن أبا الطيب المتنبي لما ذهب إلى بلاد فارس ومدح عضد الدولة بن بويه الديلمي وأجزل جائزته رجع من عنده قاصداً بغداد وكان معه جماعة فخرج عليهم قطاع طريق بالقرب من بغداد فلما رأى الغلبة فر هارباً فقال له غلامه: لا يتحدث الناس عنك بالفرار أبداً وأنت القائل:

الخيل والليل والبيداء تعرفني والحرب والضرب والقرطاس والقلم

فكر راجعاً وقاتل حتى قتل فكان سبب قتله هذا البيت.

أول الفرسان:

وأول من ركب الخيل إسماعيل عليه السلام ولذلك سميت بالعراب.

وقال الرازي: الإبل العِراب بالكسر خلاف البخاتي من البخت والخيل العراب خلاف البراذين.

ـ والخيل في المنام كما قال الدميري: قوة وزينة وعزة وهي أشرف ما ركب من الدواب.

فمن رأى في المنام عنده شيئاً منها نال قوة وعزّاً , وربما دل ذلك على اتساع حاله وإدرار رزقه وانتصاره على أعدائه.

ومن رأى خيلاً تتطاير في الهواء فإنها فتنة.

ـ وقال زكريا بن محمد بن محمود القزويني ( 600 ـ 682 هـ ) في كتابه عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات: الفرس هو أحسن الحيوانات شكلاً وأشد الدواب عدواً وذكاء وله خصال حميدة وأخلاق مرضية وله صفاء اللون وحُسن الصورة وتناسب الأعضاء وحسن طاعته للفارس، كيف يشاء صرفه وانقاد له ومن الخيل ما لا يبول ولا يروث ما دام الراكب عليه.

ـ وقال: قال محمد بن السائب الكلبي إن الصافنات الجياد التي عرضت على سليمان عليه السلام كانت ألف فرس ورثها من أبيه داود عليه السلام فلما ألهته عن الصلاة حتى توارت بالحجاب عرقبها فوقد عليه قوم من الأزد وكانوا أصهاره فلما فرغوا قالوا: يا نبي الله! أرضنا شاسعة زودنا ما يبلغنا إليها فأعطاهم فرساً من تلك الخيل وقال: إذا نزلتم منزلاً فاحملوا عليه غلاماً واحتطبوا فإنكم لا توورون ( أي: توقدون ) ناركم حتى يأتيكم بطعام، فساروا بالفرس وكانوا إذا نزلوا منزلاً حملوا عليه غلامهم للقنص فلا يفوته شيء من ظبي أو بقر أو حمار إلى أن قدموا إلى بلادهم فسموا ذلك الفرس زاد الراكب وزعموا أن خيل العرب من إنتاجه.

وقال الدميري في حياة الحيوان الكبرى: الحِصان بكسر الحاء المهملة الذكر من الخيل. قيل: إنما سمي حصاناً لأنه حصن ماءه فلم ينزل إلا على كريمة.
الخيل في العلم الحديث:





والخيل في العلم الحديث من العائلة الخيلية، رتبة فردية الحافر شعيبة ( تحت شعبة ): الثدييات من شعبة الحبليات، التابعة للمملكة الحيوانية من الكائنات الحية.

وكما قال الدكتور حسين فرج زين الدين في كتابه القيم أطلس ثدييات العالم: أن العائلة الخيلية تضم الحمار، والزبرا ( أي: الحمار المخطط ) والحصان وجميعها تتميز بوجود حافر واحد يتكون من الأصبع الثالثة داخل صندوق قرني هو الحافر.

والذنب مغطّى بشعر طويل يعمل عمل المذبة أو المهشة في طرد الذباب في البيئة الخارجية والخيل حيوانات اجتماعية تعيش في قطعان قد يبلغ عدد الواحد منها بضع مئات.

والأفراس تلد صغيراً واحداً مرة كل سنتين ويولد الصغير كامل النمو مفتوح العينين يستطيع الوقوف بعد دقائق معدودة من مولده دون مساعدة ما. ومدة الحمل في الأفراس أحد عشر شهراً.

وتعمر الخيول طويلاً، وقد تلد الفرس في سن الخامسة والعشرين وقد عمر بعض الخيول خمسين عاماً.

ويوجد من الحصان صنفان فرس منغوليا الوحشي، والفرس الأهلي، والحصان العربي من الفرس الأهلية.


الحصان العربي ( Equus caballus) :

الحصان العربي من أقدم الخيول الأصيلة في العالم ويمتاز بقوة تحمله، وسرعته القائمة، وجمال منظره, وتناسق أعضائه ورشاقته , كما أنه سريع الاستجابة لقائده إذا أحسن معاملته، بالإضافة إلى إذنه المرهفة التي تطرب لسماع الإيقاع الجميل ويأتي الحصان بحركات خاصة بأرجله عند سماعها.

ومن خصائص الحصان العربي كما قال الدكتور محمد مصطفى شكري في كتابه الخيول ورعايتها: قدرته على التكيف مع الظروف الجوية الصعبة حارة كانت أم باردة , وكذلك تحمله للعطش ومحافظته على سرعته العالية لمسافات طويلة، واستغلاله لأكبر طاقة ممكنة من غذائه، كما يمكنه تحمل السير مسافات طويلة حاملاً أوزاناً تعادل ربع وزنه دون كلل.

ومنشأ الحصان العربي بالدرجة الأولى بلاد العرب, وقد كتب المؤرخ العربي الكلبي: أن العرب ينسبون جميع الخيول على خمسة أصول هي: الكحيلان، والصقلاوي، والعبيان، والحمداني، والهدبان، ولا تعتبر الخيل نقية إلا إذا كانت تنتسب إلى واحد من هذه الأصول والكلبي هو أبو المنذر هشام بن محمد الكلبي ضابط أنساب الخيل العربية منذ أن اشتهر أول فرس عربي كفحل للسفاد والف الكلبي كتاب أنساب الخيل سنة 876 ميلادية.

الخيل العربية.. أصالة وخمسة ألوان


نواصل الحديث اليوم عن الخيل بجولة مع أبي المنذر هشام بن محمد السائب الكلبي في مخطوطته الشهيرة أنساب الخيل في الجاهلية ( 876هـ) والتي حققها أحمد زكي باشا حيث قال: كان داوود نبي الله عليه السلام يحب الخيل حبّاً شديداً، فلم يك يسمع بفرس يذكر بأصل كريم وعنق وحسن وجري إلا بعث إليه , وكلها من أعراق الجياد العربية حتى جمع منها عدداً كبيراً قيل: إنها بلغت ألف فرس.

ولما توفي داوود آل ملكه وميراثه إلى ابنه سليمان نبي الله الذي قال بعد وفاة والده ( ما ورثني داوود مالاً أحب إليَّ من هذه الخيل ).ويقال: إن سليمان طلب يوماً عرضها عليه ليعرفها بشياتها وأسمائها وأنسابها فأخذ في عرضها حتى حان موعد صلاة الظهر فصلى ومر به وقت العصر وهو يعرضها فشغلته عن صلاة العصر حتى غابت الشمس ثم انتبه فذكر الصلاة واستغفر الله وقال: ( لا خير في مال يشغل عن الصلاة وعن ذكر الله ردوها ). وكان قد عرض منها تسع مئة وبقيت مئة لم تعرض فطفق يضرب سوقها أسفاً على ما فاته من وقت الصلاة.

وأما عن المئة التي لم تعرض عليه فقد قال: ( هذه المئة أحب إليّ من التسع مئة التي ألهتني عن ذكر ربي ).


زاد الراكب:

ويسترسل الكلبي عن أصل الجياد العربية فيقول: إن أول ما انتشر من تلك الخيل أن قوماً من الأزد من أهل عمان قدموا على سليمان بن داوود بعد زواجه من بلقيس ملكة سبأ ليقدموا له التهاني وليسألوه عما يحتاجون إليه من أمر دينهم ودنياهم , ولما انتهوا من ذلك وهموا بالانصراف طلبوا إلى سليمان أن يأمر لهم بزاد يبلغهم بلادهم فدفع إليهم فرساً من خيله آنفة الذكر وقال لهم: ( هذا زادكم فإذا نزلتم فاحملوا عليه رجلاً وأعطوه مطرداً رمحاً قصيراً للطعن , وأوروا ناركم فإنكم لن تجمعوا حطبكم وتوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد ). فصار القوم لا ينزلون منزلاً إلا حملوا على فرسهم رجلاً بيده مطرد واحتطبوا وأوروا نارهم ( أي: أشعلوها ) فلا يلبث أن يأتيهم بالصيد من الظباء أو غيرها، فيكون معهم ما يكفيهم ويشبعهم ويفضل إلى المنزل الآخر فقال الأزديون: ما لفرسنا هذا اسم إلا زاد الراكب فكان ذلك أول فرس اشتهر في العرب من تلك الخيل.

وسمعت العرب بمزايا زاد الراكب وعراقته فصارت القبائل تستطرق الأزد ( يرجون سفاد أفراسهم منه ) فنتج لبني تغلب الهجيس فكان أجود من زاد الراكب ثم اشتهر الهجيس وأقبلت القبائل تستطرق بني تغلب فنتج لقبيلة بكر بني وائل الديناري فكان أجود من الهجيس. وسمعت قبيلة بني عامر بالديناري فاستطرقت بكر بن وائل فنتج لهم أعوج.

ـ ومن الجدير بالذكر أن أم أعوج هي الفرس المشهورة بالعراقة والعتق سبل وكانت ابنة الفرس المشهورة سوادة وأبوها فياض.


ـ وقال الدكتور محمد مصطفى شكري في الخيول ورعايتها: ( كان اهتمام العرب بإناث الخيول كثيراً حيث كانوا يركبون الأفراس ولا يركبون الخيول الذكور، وكانت هذه الإناث تعتبر ثروة لا تقدر بثمن، حيث كان من الصعب أو المستحيل الحصول على إحدى هذه الإناث قديماً بواسطة التجار الأوروبيين الذين سعوا كثيراً لشرائها من أجل تحسين سلالاتهم الأوروبية، ولكنهم سرعان ما نجحوا في الوصول إلى غاياتهم حيث توصلوا إلى الحصان الإنجليزي، الشائع الصيت.

ـ ويمكن القول: أن تهجين الخيول الأجنبية بالخيول العربية كان له تأثير واضح على الخيل الناشىء مما جعل الخيول العربية عملة نادرة لا تقدر بثمن وهذا يرجع بالدرجة الأولى إلى نقاء أصلها.


الشكل الظاهري للخيول العربية:

ننتقل الآن إلى علم الشكل الظاهري للخيل العربية فنبدأ بألوانها حيث جاء في كتاب الخيل العراب لقدري الأرضروملي بأن الخيل العربية تتمتع بعدة ألوان زاهية براقة جذابة أساسها خمسة ألوان هي: الأبيض، والأحمر، والأسود، والأخضر، والأصفر.[/COLOR]


وتتمازج بعض هذه الألوان فيما بينها وتنتج من هذا التمازج ألوان جديدة عديدة أطلق عليها العرب أسماء جديدة تدل على الألوان المستحدثة.

1ـ اللون الأبيض:


وهو لون نادر في الخيل العربية عند الولادة وحتى سن الخامسة والسادسة وبعكس ذلك يكثر اللون الأبيض في الخيل التي تتجاوز أعمارها السادسة فأكثر والتي كان لونها في السن المبكرة أشهب، وعلى اختلاف شهبته، ويستحب في الخيل البيض سواد أعرافها وآذانها ونواصيها وهذا نادر.

2ـ اللون الأشهب:

الأشهب مزيج من اللونين الأبيض والأسود بدرجات متناسبة وهناك الأشهب الحديدي ( أو الأزرق ) وهو ما زاد فيه اللون الأسود على اللون الأبيض زيادة كبيرة بحيث يسيطر اللون الأسود بعض السيطرة.


والأشهب الفاتح: وهو ما ظهرت على لونه الأشهب بقع بيضاء أو وردية، والأشهب الرماني، وهو ما خالط شهبته لون أحمر، أو ما كانت تعلو شهبته نقط حمراء فاتحة.

والأشهب الملمع ( أو الأشيم ): وهو ما ظهرت على لونه الأشهب بقع متفرقة ذات لون مغاير للونه الأشهب.

والأشهب المولع:وهو ما ظهرت على لونه الأشهب بقع مستطيلة ذات لون مغاير للونه الأشهب، والأشهب الأخضر وهو ما مازج شهبته لون أخضر وهذا قليل.

3ـ الأدهم:

والأدهم:ما كان شعره أسود وهو نادر ومستحب بين الخيل العراب ومنه عدة أنواع منها:


الأدهم الغيهبي:وهو شديد السواد.

والأدهم الدجوجي: وهو ما دون الغيهبي سوداً.

والأدهم الأحوي: وهو ما مازج سواده لون أخضر.

ـ والعرب كما قال قدري الأرضروملي تكره في الخيل الفرس الأصم الذي لا بياض في وجهه وخاصة الغرة والذي لا تحجيل فيه وهو البياض في اليدين والرجلين، وقال الشاعر:

وأدهم كالغراب أسود لونا يطير مع الرياح ولا جناح

كساهُ الليل شملته وولى فقبل بين عينيه الصباح4ـ


الحصان الأحمر:

وهو ما احمر شعره وله عدة أنواع منها:


الأحمر الكميت: وهو ما كانت حمرته في سواد.

والأحمر الأصدأ: وهو ما قاربت حمرته السواد.

والأحمر الفاتح: وهو ما كانت حمرته فاتحة.

5ـ الفرس الأشقر:

وهو ما كان لونه مزيجاً بين اللونين الأحمر والأصفر وله أنواع منها:

الأشفر الذهبي: وهو ما شابه لون الذهب.


والأشقر الفاتح: وهو ما كثرت صفرته على اللون الأحمر.

والأشقر الغامق ( الأدبس ): وهو ما كثرت حمرته على اللون الأصفر.

والأشقر المدمي: وهو الذي تعلو شقرته الصفرة وأصول شعره بلون الحناء.

والأشقر العنابي: وهو الأشقر الفاتح مع بياض الغرف والذنب والناصية وهو قليل جداً.

ـ الشية: هي وجود لون في جسم الفرس يخالف لونه الأصلي والشية على أنواع:

ـ الغرة: هي البياض الكائن في وجه الفرس.

ـ السائلة: وهي التي تمتد في الجبهة إلى قصبة الأنف فشملتها وسالت على الأرنبة.

ـ الشمراخ: وهي التي تدق في الجبهة وعلى قصبة الأنف.

ـ المنقطة: كل بياض في جبهة الفرس يبلغ المرسن ثم ينقطع.


الخيل تشعل حرب داحس والغبراء


طلاق زوجة امرىء القيس

بسبب قصيدة عن الخيول


بسبب الخيل طلق امرؤ القيس شاعر الجاهلية الشهير زوجته أم جندب رغم كل ما قال فيها من شعر وبسبب سباق للخيل قامت حرب داحس والغبراء والتي امتدت 40 عاماً وحصدت أرواحاً بالمئات.

وتحكي قصص الجاهلية طلاق أم جندب على النحو التالي:

نزل الشاعر المعروف علقمة بن عبدة ضيفاً على امرىء القيس في داره فتذاكرا الشعر والخيل , وادّعى كل منهما على صاحبه. فقال علقمة لامرىء القيس , قل شعراً تمدح فيه فرسك وأقول أنا مثله ونترك الحكم في المفاصلة بينهما إلى أم جندب زوجك فوافق امرؤ القيس وقال قصيدته البائية المشهورة:

فللساق الهوب وللوسط درة وللزجر منه وقع أهوج متعب

ومعنى البيت أن للرفس بالساق والزجر بالكلام وللسوط أثر شديد على فرسه.

ثم قال علقمة قصيدته البائية ووصف فرسه فيها فقال:

فأدركهن ثانياً من عنانه يمر كمر الرائح المتحلب

فحكمت أم جندب لعلقمة إذ قالت لامرىء القيس ( زوجها ) أن فرس علقمة أجود من فرسك، لأنك رفست فرسك بساقيك، واستعملت سوطك وزجرته، بينما لم يفعل علقمة شيئاً من هذا بل كان فرسه يدرك الصيد ثانياً من عنانه أي: بطلبه، ويجري كالمطر المتدفق المنهمر.

فغضب امرؤ القيس وطلقها فتزوجها علقمة ولهذا سمي بعلقمة الفحل.

وهكذا تسببت الخيل في طلاق زوجة الشاعر الكبير وهكذا كانت للخيل مكانة عند العرب.

تُسْبَى ولا يردها بليق:


من أروع ما حوت المخطوطات الإسلامية العربية في نسب الجياد وسرعة جريها تلك القصة الطريفة:

ـ فقد كانت لفارس من فرسان البدو فرس مشهورة في القبائل، وكان صاحبها شديد الكلف بها، يعزها معزة عظيمة , ويخصها بعناية خاصة بالمقارنة بجياده الأخرى , ويحرص عليها من السرقة حرصاً دقيقاً فيجعل القيد في رجليها ويديها ليلاً ونهاراً.

وبهذه الإجراءات الصارمة كان صاحب الفرس يظن أن فرسه في مأمن من السرقة وهو لا يعلم أن فارساً من قبيلة أخرى كان قد عقد العزم على الحصول عليها بكل إصرار، وأنه كان قد وجه لصاً محترفاً لسرقتها، وأن هذا اللص كان قد عمل مستخدماً لدى أحد أفراد قبيلة صاحب الفرس ليرعى إبله، ومن خلال عمله هذا كان يترصد الفرص لسرقة الفرس، وبعد بضعة أشهر وأتته الفرصة.

ففي ذات يوم تخلف صاحب الفرس عن منزله بعض الوقت فشفقت ابنته على الفرس وفكت قيدها بغية إعطائها الفرصة للتجول بحرية , وهي لا تعلم شيئاً من أمر اللص الذي ما أن رأى الفرس طليقة من قيودها حتى أسرع وقفز على ظهرها وركلها بساقيه فعدت تنهب الأرض نهباً. فضج الحي وركب الفرسان يطلبونه وكان ابن صاحب الفرس معهم وهو يمتطي حصاناً غير معلوم النسب يدعى بليق، كما حضر في الوقت المناسب صاحب الفرس المسروقة وتحته فرس كريمة من خيله فاشترك في مطاردة السارق.

ولما تزاحمت الخيل في أثر السارق وطال عليها المسير وتعبت ابتدأ الفرسان بالتقهقر ولم يبق سوى صاحب الفرس المسروقة وابنه اللذان كانا يجدان وراء اللص حتى اقتربا منه عند العصر، وكان الابن أقرب إليه من والده وكان أن يدرك السارق ويطعنه في ظهره فلما رأى والده ذلك فضل أن ينجو السارق بالفرس الأصيلة من أن يسترجعها الحصان بليق ويقول العرب أن بليقاً غير الأصيل لحق بفرسه الأصيلة وردها.

وكان اللص قد اقترب من أرض موحلة فناداه صاحب الفرس بأعلى صوته قائلاً: دون الغبط. أي: سر في الأرض الموحلة. وإلا فضحت الكحيلة. فعمل اللص بمشورة صاحب الفرس ووجهها إلى الأرض الموحلة. فذهبت لا تعبأ بصعوبة وأراد الابن اللحاق به غير أن الفرس غير النجيبة التي يركبها خانته في تلك الأرض الموحلة ورجع الفتى إلى والده يلومه على فعله فأجابه والده: تُسبى ولا يردها بليق. فصار مثلاً.


حرب داحس والغبراء:

لقد احتدمت حرب داحس والغبراء بين قبيلتي عبس وذبيان ابني بغيض بن ريث بن غطفان، والسبب الذي أشعل الشرارة الأولى لنيران هذه الحرب الضروس كان السباق الذي أجرى بين الفرسين داحس وكان فحلاً لقيس بن زهير العبسي، والغبراء وكانت أنثى لحمل بن المنذر بن بدر الذبياني وكان قد تم الاتفاق بين الطرفين على رهان قدره مئة بعير.

فأعد حمل بن بدر صاحب الغبراء كميناً لداحس في طريق السباق، حيث أمر بعض فتيان قومه بالظهور فجأة أمام داحس مما تسبب في سقوط فارسه.

وفازت الغبراء بسبب هذا الخداع وكاد صاحبها يحصل على الرهان لولا أن انكشفت المؤامرة بعد أن ندم فتيان الكمين على فعلتهم المتنافية مع الشرف العربي فحكم المحكمون لداحس بالرهان وانتهى السباق وأخمدت الفتنة.

ولكن أرباب السوء من قوم حذيفة بن بدر لاموا حذيفة على التسليم بالأمر الواقع وإعطائه الرهان لقيس، فطالب ابن بدر بالرهان.

ولكن باءت محاولاته بالفشل، وتطاول ابن حذيفة على قيس بالشتائم فما كان من قيس إلا أن طعنه برمح فأرداه قتيلاً وطار الشر بين القبيلتين لولا رسل الخير الذين فرضوا على قيس إعطاء دية القتيل وهدأت الفتنة.

ولكن تفجرت روح الشر في حذيفة بن بدر وأخيه حمل، جعلت أقواماً من قبيلتهم يقتلون مالك بن زهير شقيق قيس بن زهير.

وقبل قيس الدية في مقتل أخيه إخماداً للفتنة ولكن حذيفة رفض إعطاء الدية رغم تسامح قيس الذي كان يروم إرجاع المياه إلى مجاريها بين أولاد العم فحلّت الكارثة وقامت الحرب بسبب سباق خيل.

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق