والخيل في العلم الحديث من العائلة الخيلية، رتبة فردية الحافر شعيبة ( تحت شعبة ): الثدييات من شعبة الحبليات، التابعة للمملكة الحيوانية من الكائنات الحية.
وكما قال الدكتور حسين فرج زين الدين في كتابه القيم أطلس ثدييات العالم: أن العائلة الخيلية تضم الحمار، والزبرا ( أي: الحمار المخطط ) والحصان وجميعها تتميز بوجود حافر واحد يتكون من الأصبع الثالثة داخل صندوق قرني هو الحافر.
والذنب مغطّى بشعر طويل يعمل عمل المذبة أو المهشة في طرد الذباب في البيئة الخارجية والخيل حيوانات اجتماعية تعيش في قطعان قد يبلغ عدد الواحد منها بضع مئات.
والأفراس تلد صغيراً واحداً مرة كل سنتين ويولد الصغير كامل النمو مفتوح العينين يستطيع الوقوف بعد دقائق معدودة من مولده دون مساعدة ما. ومدة الحمل في الأفراس أحد عشر شهراً.
وتعمر الخيول طويلاً، وقد تلد الفرس في سن الخامسة والعشرين وقد عمر بعض الخيول خمسين عاماً.
ويوجد من الحصان صنفان فرس منغوليا الوحشي، والفرس الأهلي، والحصان العربي من الفرس الأهلية.
الحصان العربي ( Equus caballus) :
الحصان العربي من أقدم الخيول الأصيلة في العالم ويمتاز بقوة تحمله، وسرعته القائمة، وجمال منظره, وتناسق أعضائه ورشاقته , كما أنه سريع الاستجابة لقائده إذا أحسن معاملته، بالإضافة إلى إذنه المرهفة التي تطرب لسماع الإيقاع الجميل ويأتي الحصان بحركات خاصة بأرجله عند سماعها.
ومن خصائص الحصان العربي كما قال الدكتور محمد مصطفى شكري في كتابه الخيول ورعايتها: قدرته على التكيف مع الظروف الجوية الصعبة حارة كانت أم باردة , وكذلك تحمله للعطش ومحافظته على سرعته العالية لمسافات طويلة، واستغلاله لأكبر طاقة ممكنة من غذائه، كما يمكنه تحمل السير مسافات طويلة حاملاً أوزاناً تعادل ربع وزنه دون كلل.
ومنشأ الحصان العربي بالدرجة الأولى بلاد العرب, وقد كتب المؤرخ العربي الكلبي: أن العرب ينسبون جميع الخيول على خمسة أصول هي: الكحيلان، والصقلاوي، والعبيان، والحمداني، والهدبان، ولا تعتبر الخيل نقية إلا إذا كانت تنتسب إلى واحد من هذه الأصول والكلبي هو أبو المنذر هشام بن محمد الكلبي ضابط أنساب الخيل العربية منذ أن اشتهر أول فرس عربي كفحل للسفاد والف الكلبي كتاب أنساب الخيل سنة 876 ميلادية.
الخيل العربية.. أصالة وخمسة ألوان
نواصل الحديث اليوم عن الخيل بجولة مع أبي المنذر هشام بن محمد السائب الكلبي في مخطوطته الشهيرة أنساب الخيل في الجاهلية ( 876هـ) والتي حققها أحمد زكي باشا حيث قال: كان داوود نبي الله عليه السلام يحب الخيل حبّاً شديداً، فلم يك يسمع بفرس يذكر بأصل كريم وعنق وحسن وجري إلا بعث إليه , وكلها من أعراق الجياد العربية حتى جمع منها عدداً كبيراً قيل: إنها بلغت ألف فرس.
ولما توفي داوود آل ملكه وميراثه إلى ابنه سليمان نبي الله الذي قال بعد وفاة والده ( ما ورثني داوود مالاً أحب إليَّ من هذه الخيل ).ويقال: إن سليمان طلب يوماً عرضها عليه ليعرفها بشياتها وأسمائها وأنسابها فأخذ في عرضها حتى حان موعد صلاة الظهر فصلى ومر به وقت العصر وهو يعرضها فشغلته عن صلاة العصر حتى غابت الشمس ثم انتبه فذكر الصلاة واستغفر الله وقال: ( لا خير في مال يشغل عن الصلاة وعن ذكر الله ردوها ). وكان قد عرض منها تسع مئة وبقيت مئة لم تعرض فطفق يضرب سوقها أسفاً على ما فاته من وقت الصلاة.
وأما عن المئة التي لم تعرض عليه فقد قال: ( هذه المئة أحب إليّ من التسع مئة التي ألهتني عن ذكر ربي ).
زاد الراكب:
ويسترسل الكلبي عن أصل الجياد العربية فيقول: إن أول ما انتشر من تلك الخيل أن قوماً من الأزد من أهل عمان قدموا على سليمان بن داوود بعد زواجه من بلقيس ملكة سبأ ليقدموا له التهاني وليسألوه عما يحتاجون إليه من أمر دينهم ودنياهم , ولما انتهوا من ذلك وهموا بالانصراف طلبوا إلى سليمان أن يأمر لهم بزاد يبلغهم بلادهم فدفع إليهم فرساً من خيله آنفة الذكر وقال لهم: ( هذا زادكم فإذا نزلتم فاحملوا عليه رجلاً وأعطوه مطرداً رمحاً قصيراً للطعن , وأوروا ناركم فإنكم لن تجمعوا حطبكم وتوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد ). فصار القوم لا ينزلون منزلاً إلا حملوا على فرسهم رجلاً بيده مطرد واحتطبوا وأوروا نارهم ( أي: أشعلوها ) فلا يلبث أن يأتيهم بالصيد من الظباء أو غيرها، فيكون معهم ما يكفيهم ويشبعهم ويفضل إلى المنزل الآخر فقال الأزديون: ما لفرسنا هذا اسم إلا زاد الراكب فكان ذلك أول فرس اشتهر في العرب من تلك الخيل.
وسمعت العرب بمزايا زاد الراكب وعراقته فصارت القبائل تستطرق الأزد ( يرجون سفاد أفراسهم منه ) فنتج لبني تغلب الهجيس فكان أجود من زاد الراكب ثم اشتهر الهجيس وأقبلت القبائل تستطرق بني تغلب فنتج لقبيلة بكر بني وائل الديناري فكان أجود من الهجيس. وسمعت قبيلة بني عامر بالديناري فاستطرقت بكر بن وائل فنتج لهم أعوج.
ـ ومن الجدير بالذكر أن أم أعوج هي الفرس المشهورة بالعراقة والعتق سبل وكانت ابنة الفرس المشهورة سوادة وأبوها فياض.
ـ وقال الدكتور محمد مصطفى شكري في الخيول ورعايتها: ( كان اهتمام العرب بإناث الخيول كثيراً حيث كانوا يركبون الأفراس ولا يركبون الخيول الذكور، وكانت هذه الإناث تعتبر ثروة لا تقدر بثمن، حيث كان من الصعب أو المستحيل الحصول على إحدى هذه الإناث قديماً بواسطة التجار الأوروبيين الذين سعوا كثيراً لشرائها من أجل تحسين سلالاتهم الأوروبية، ولكنهم سرعان ما نجحوا في الوصول إلى غاياتهم حيث توصلوا إلى الحصان الإنجليزي، الشائع الصيت.
ـ ويمكن القول: أن تهجين الخيول الأجنبية بالخيول العربية كان له تأثير واضح على الخيل الناشىء مما جعل الخيول العربية عملة نادرة لا تقدر بثمن وهذا يرجع بالدرجة الأولى إلى نقاء أصلها.
الشكل الظاهري للخيول العربية:
ننتقل الآن إلى علم الشكل الظاهري للخيل العربية فنبدأ بألوانها حيث جاء في كتاب الخيل العراب لقدري الأرضروملي بأن الخيل العربية تتمتع بعدة ألوان زاهية براقة جذابة أساسها خمسة ألوان هي: الأبيض، والأحمر، والأسود، والأخضر، والأصفر.[/COLOR]
وتتمازج بعض هذه الألوان فيما بينها وتنتج من هذا التمازج ألوان جديدة عديدة أطلق عليها العرب أسماء جديدة تدل على الألوان المستحدثة.
1ـ اللون الأبيض:
وهو لون نادر في الخيل العربية عند الولادة وحتى سن الخامسة والسادسة وبعكس ذلك يكثر اللون الأبيض في الخيل التي تتجاوز أعمارها السادسة فأكثر والتي كان لونها في السن المبكرة أشهب، وعلى اختلاف شهبته، ويستحب في الخيل البيض سواد أعرافها وآذانها ونواصيها وهذا نادر.
2ـ اللون الأشهب:
الأشهب مزيج من اللونين الأبيض والأسود بدرجات متناسبة وهناك الأشهب الحديدي ( أو الأزرق ) وهو ما زاد فيه اللون الأسود على اللون الأبيض زيادة كبيرة بحيث يسيطر اللون الأسود بعض السيطرة.
والأشهب الفاتح: وهو ما ظهرت على لونه الأشهب بقع بيضاء أو وردية، والأشهب الرماني، وهو ما خالط شهبته لون أحمر، أو ما كانت تعلو شهبته نقط حمراء فاتحة.
والأشهب الملمع ( أو الأشيم ): وهو ما ظهرت على لونه الأشهب بقع متفرقة ذات لون مغاير للونه الأشهب.
والأشهب المولع:وهو ما ظهرت على لونه الأشهب بقع مستطيلة ذات لون مغاير للونه الأشهب، والأشهب الأخضر وهو ما مازج شهبته لون أخضر وهذا قليل.
3ـ الأدهم:
والأدهم:ما كان شعره أسود وهو نادر ومستحب بين الخيل العراب ومنه عدة أنواع منها:
الأدهم الغيهبي:وهو شديد السواد.
والأدهم الدجوجي: وهو ما دون الغيهبي سوداً.
والأدهم الأحوي: وهو ما مازج سواده لون أخضر.
ـ والعرب كما قال قدري الأرضروملي تكره في الخيل الفرس الأصم الذي لا بياض في وجهه وخاصة الغرة والذي لا تحجيل فيه وهو البياض في اليدين والرجلين، وقال الشاعر:
وأدهم كالغراب أسود لونا يطير مع الرياح ولا جناح
كساهُ الليل شملته وولى فقبل بين عينيه الصباح4ـ
الحصان الأحمر:
وهو ما احمر شعره وله عدة أنواع منها:
الأحمر الكميت: وهو ما كانت حمرته في سواد.
والأحمر الأصدأ: وهو ما قاربت حمرته السواد.
والأحمر الفاتح: وهو ما كانت حمرته فاتحة.
5ـ الفرس الأشقر:
وهو ما كان لونه مزيجاً بين اللونين الأحمر والأصفر وله أنواع منها:
الأشفر الذهبي: وهو ما شابه لون الذهب.
والأشقر الفاتح: وهو ما كثرت صفرته على اللون الأحمر.
والأشقر الغامق ( الأدبس ): وهو ما كثرت حمرته على اللون الأصفر.
والأشقر المدمي: وهو الذي تعلو شقرته الصفرة وأصول شعره بلون الحناء.
والأشقر العنابي: وهو الأشقر الفاتح مع بياض الغرف والذنب والناصية وهو قليل جداً.
ـ الشية: هي وجود لون في جسم الفرس يخالف لونه الأصلي والشية على أنواع:
ـ الغرة: هي البياض الكائن في وجه الفرس.
ـ السائلة: وهي التي تمتد في الجبهة إلى قصبة الأنف فشملتها وسالت على الأرنبة.
ـ الشمراخ: وهي التي تدق في الجبهة وعلى قصبة الأنف.
ـ المنقطة: كل بياض في جبهة الفرس يبلغ المرسن ثم ينقطع.
الخيل تشعل حرب داحس والغبراء
طلاق زوجة امرىء القيس
بسبب قصيدة عن الخيول
بسبب الخيل طلق امرؤ القيس شاعر الجاهلية الشهير زوجته أم جندب رغم كل ما قال فيها من شعر وبسبب سباق للخيل قامت حرب داحس والغبراء والتي امتدت 40 عاماً وحصدت أرواحاً بالمئات.
وتحكي قصص الجاهلية طلاق أم جندب على النحو التالي:
نزل الشاعر المعروف علقمة بن عبدة ضيفاً على امرىء القيس في داره فتذاكرا الشعر والخيل , وادّعى كل منهما على صاحبه. فقال علقمة لامرىء القيس , قل شعراً تمدح فيه فرسك وأقول أنا مثله ونترك الحكم في المفاصلة بينهما إلى أم جندب زوجك فوافق امرؤ القيس وقال قصيدته البائية المشهورة:
فللساق الهوب وللوسط درة وللزجر منه وقع أهوج متعب
ومعنى البيت أن للرفس بالساق والزجر بالكلام وللسوط أثر شديد على فرسه.
ثم قال علقمة قصيدته البائية ووصف فرسه فيها فقال:
فأدركهن ثانياً من عنانه يمر كمر الرائح المتحلب
فحكمت أم جندب لعلقمة إذ قالت لامرىء القيس ( زوجها ) أن فرس علقمة أجود من فرسك، لأنك رفست فرسك بساقيك، واستعملت سوطك وزجرته، بينما لم يفعل علقمة شيئاً من هذا بل كان فرسه يدرك الصيد ثانياً من عنانه أي: بطلبه، ويجري كالمطر المتدفق المنهمر.
فغضب امرؤ القيس وطلقها فتزوجها علقمة ولهذا سمي بعلقمة الفحل.
وهكذا تسببت الخيل في طلاق زوجة الشاعر الكبير وهكذا كانت للخيل مكانة عند العرب.
تُسْبَى ولا يردها بليق:
من أروع ما حوت المخطوطات الإسلامية العربية في نسب الجياد وسرعة جريها تلك القصة الطريفة:
ـ فقد كانت لفارس من فرسان البدو فرس مشهورة في القبائل، وكان صاحبها شديد الكلف بها، يعزها معزة عظيمة , ويخصها بعناية خاصة بالمقارنة بجياده الأخرى , ويحرص عليها من السرقة حرصاً دقيقاً فيجعل القيد في رجليها ويديها ليلاً ونهاراً.
وبهذه الإجراءات الصارمة كان صاحب الفرس يظن أن فرسه في مأمن من السرقة وهو لا يعلم أن فارساً من قبيلة أخرى كان قد عقد العزم على الحصول عليها بكل إصرار، وأنه كان قد وجه لصاً محترفاً لسرقتها، وأن هذا اللص كان قد عمل مستخدماً لدى أحد أفراد قبيلة صاحب الفرس ليرعى إبله، ومن خلال عمله هذا كان يترصد الفرص لسرقة الفرس، وبعد بضعة أشهر وأتته الفرصة.
ففي ذات يوم تخلف صاحب الفرس عن منزله بعض الوقت فشفقت ابنته على الفرس وفكت قيدها بغية إعطائها الفرصة للتجول بحرية , وهي لا تعلم شيئاً من أمر اللص الذي ما أن رأى الفرس طليقة من قيودها حتى أسرع وقفز على ظهرها وركلها بساقيه فعدت تنهب الأرض نهباً. فضج الحي وركب الفرسان يطلبونه وكان ابن صاحب الفرس معهم وهو يمتطي حصاناً غير معلوم النسب يدعى بليق، كما حضر في الوقت المناسب صاحب الفرس المسروقة وتحته فرس كريمة من خيله فاشترك في مطاردة السارق.
ولما تزاحمت الخيل في أثر السارق وطال عليها المسير وتعبت ابتدأ الفرسان بالتقهقر ولم يبق سوى صاحب الفرس المسروقة وابنه اللذان كانا يجدان وراء اللص حتى اقتربا منه عند العصر، وكان الابن أقرب إليه من والده وكان أن يدرك السارق ويطعنه في ظهره فلما رأى والده ذلك فضل أن ينجو السارق بالفرس الأصيلة من أن يسترجعها الحصان بليق ويقول العرب أن بليقاً غير الأصيل لحق بفرسه الأصيلة وردها.
وكان اللص قد اقترب من أرض موحلة فناداه صاحب الفرس بأعلى صوته قائلاً: دون الغبط. أي: سر في الأرض الموحلة. وإلا فضحت الكحيلة. فعمل اللص بمشورة صاحب الفرس ووجهها إلى الأرض الموحلة. فذهبت لا تعبأ بصعوبة وأراد الابن اللحاق به غير أن الفرس غير النجيبة التي يركبها خانته في تلك الأرض الموحلة ورجع الفتى إلى والده يلومه على فعله فأجابه والده: تُسبى ولا يردها بليق. فصار مثلاً.
حرب داحس والغبراء:
لقد احتدمت حرب داحس والغبراء بين قبيلتي عبس وذبيان ابني بغيض بن ريث بن غطفان، والسبب الذي أشعل الشرارة الأولى لنيران هذه الحرب الضروس كان السباق الذي أجرى بين الفرسين داحس وكان فحلاً لقيس بن زهير العبسي، والغبراء وكانت أنثى لحمل بن المنذر بن بدر الذبياني وكان قد تم الاتفاق بين الطرفين على رهان قدره مئة بعير.
فأعد حمل بن بدر صاحب الغبراء كميناً لداحس في طريق السباق، حيث أمر بعض فتيان قومه بالظهور فجأة أمام داحس مما تسبب في سقوط فارسه.
وفازت الغبراء بسبب هذا الخداع وكاد صاحبها يحصل على الرهان لولا أن انكشفت المؤامرة بعد أن ندم فتيان الكمين على فعلتهم المتنافية مع الشرف العربي فحكم المحكمون لداحس بالرهان وانتهى السباق وأخمدت الفتنة.
ولكن أرباب السوء من قوم حذيفة بن بدر لاموا حذيفة على التسليم بالأمر الواقع وإعطائه الرهان لقيس، فطالب ابن بدر بالرهان.
ولكن باءت محاولاته بالفشل، وتطاول ابن حذيفة على قيس بالشتائم فما كان من قيس إلا أن طعنه برمح فأرداه قتيلاً وطار الشر بين القبيلتين لولا رسل الخير الذين فرضوا على قيس إعطاء دية القتيل وهدأت الفتنة.
ولكن تفجرت روح الشر في حذيفة بن بدر وأخيه حمل، جعلت أقواماً من قبيلتهم يقتلون مالك بن زهير شقيق قيس بن زهير.
وقبل قيس الدية في مقتل أخيه إخماداً للفتنة ولكن حذيفة رفض إعطاء الدية رغم تسامح قيس الذي كان يروم إرجاع المياه إلى مجاريها بين أولاد العم فحلّت الكارثة وقامت الحرب بسبب سباق خيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق